(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});
كشفت منظمات مجتمع مدني دنماركية، في أول أيام أعياد الميلاد، اليوم الثلاثاء، عن ازدياد أعداد الأسر التي طلبت “مساعدة الميلاد” التي تعدّ تقليداً سنوياً لأكثر العائلات فقراً، وتهدف أساساً إلى تمكينهم من إسعاد أطفالهم من خلال سلة تحتوي على مستلزمات العيد وهدايا عينية ومالية. وبحسب “الصليب الأحمر الدنماركي”، وعدد من منظمات العون الكنسي، وأخرى عاملة في مجال مساعدة الفقراء، فإن ديسمبر/ كانون الأول 2018 شهد زيادة كبيرة في أعداد المحتاجين. وأفاد الصليب الأحمر الدنماركي بأنه “تقدم 11 ألفاً و750 أسرة بطلب المساعدة، بنسبة 525 في المائة بين عامي 2010 و2017”. وتشمل تلك المساعدات أيضاً بطاقات مالية لشراء مأكولات وغيرها في كبريات المتاجر الدنماركية. فيما أشارت منظمة كنسية تسمى “جيش الخلاص” إلى أنها قدمت المساعدة إلى 8500 أسرة من أصل 11500 طلب، أما منظمة “العون الشعبي الدنماركي” فقد تحدثت عن تلقيها 15231 طلب مساعدة، فيما ذكرت منظمة “مساعدة الأمهات” (متخصصة بالأمهات العازبات) أنها تلقت أكثر من 8 آلاف طلب، ولم تستطع تقديم مساعدة سوى لثلاثة آلاف أسرة مكونة من والدة وأبناء.
(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});
ويعتبر شهر ديسمبر/ كانون الأول في الدنمارك “شهر تسامح وعطاء”، وفقاً لما يطلق عليه الدنماركيون أنفسهم، إذ يظهر ميسورو الحال بعض الكرم تجاه المحتاجين. وأثارت حملة قام بها “مجلس اللاجئين” لمساعدة فقراء أفريقيا بشراء دجاجات بياضة أو جدي بمبالغ لا تتجاوز 250 كرونة موجة انتقادات “بسبب وجود فقراء في البلد يستحقون قبل غيرهم”. ورغم تلك الانتقادات فقد جمع المجلس مساعدات بعنوان “هدية عيد الميلاد.. امنح جدياً” من مؤسسات وشركات لآلاف المحتاجين في أفريقيا لبدء مشاريع صغيرة في دولهم. زيادة طلب الأسر الدنماركية الفقيرة لمساعدة الميلاد، تبررها مسؤولة قسم الأطفال والأسر في “الصليب الأحمر” في كوبنهاغن، زيغا فريبيرغ، بتوسع المعرفة ببرنامج المساعدة “من خلال وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي والتخلص من كون هذا الطلب “تابو” لا تقدم عليه العائلات”. وتجد فريبيرغ أن الزيادة تؤشر أيضا إلى زيادة الدنماركيين المانحين للمال لتقديم المساعدة لمواطنيهم المحتاجين، وخصوصا للمؤسسات المعروفة بتقديمها
من جهته، قال مدير قسم الإعلام في “جيش الخلاص”، لارس ليدهولم، اليوم الثلاثاء، إن انتشار الفقر، نتيجة للإصلاحات التي طاولت نظام المياومة وتعويض راتب فقدان العمل ووضع سقف لحجم الإعانة المالية من البلديات “أدى إلى زيادة في أعداد المحتاجين، وهذا يؤشر إلى أن الفقراء ازدادوا فقرا، ما يعني أن ما يتبقى لهم من مال لا يكفي، وهم لديهم اليوم نحو ألف كرونة أقل شهرياً مما كان لديهم قبل 4 سنوات، وهي الطريقة التي قيّمنا بها حاجة هؤلاء إلى المساعدة هذا العام”.
وأوضح ليدهولم أن “الزيادة شهدتها العاصمة كوبنهاغن وكل من آرهوس (وسط) وأودنسه (جنوب وسط) وهي المدن التي تبرع فيها أكثر الناس”.
ويلاحظ أن المتاجر باتت تتصرف بطريقة مختلفة عما كان عليه في الأعياد السابقة، ففي خطوة بعنوان “الحد من إهدار الطعام” قامت سلسلة من مختلف متاجر البلد بتوزيع مجاني للطعام الذي لم يجر بيعه في هذا الموسم. وشهدت سلسلة متاجر “نيتو” طوابير توزيع مجاني للأغذية المتبقية قبل يوم واحد من إغلاقات الميلاد. وأكثر المدن توزيعاً كانت العاصمة كوبنهاغن. وخصصت المتاجر رفوفاً ليحصل المواطنون على المواد الغذائية مجاناً بقدر حاجتهم، بالإضافة إلى توزيع نحو 6 آلاف بطاقة شراء مجانية للمواطنين المحتاجين، على أن يجرى استخدامها حتى يوم 27 من الشهر الحالي. ووفقاً للمتاجر الدنماركية، فإن مئات الأطنان من المواد الغذائية جرى توزيعها هذا العام مجاناً. ويعتبر مدير سلسة “نيتو” الدنماركية، بريان سيمان برو، أن ما تقوم به المتاجر “فيه ربح للطرفين، فمن ناحية نوقف هدر الطعام ورميه في القمامة، ومن جهة ثانية يستفيد الناس الأكثر حاجة إليه، بمعنى أننا نطبق نظرية win-win”.
(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});